المغتربة ريما خليفاوي: على المغتربين السوريين أن يكونوا صفا واحدا مع الوطن

دمشق-سانا

أكدت المغتربة السورية الدكتورة ريما خليفاوي أن مناهضة الإرهاب ومحاربة التطرف الديني بشكل فعلي مسألة تستدعي الضغط على جميع الدول لتساهم في وضع تعريف شامل للإرهاب بجميع أنواعه من إرهاب ديني اقتصادي فكري اجتماعي وغيره بدلا من معالجته بشكل جزئي.

ودعت خليفاوي في لقاء مع وكالة سانا على هامش المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني الذي عقد في دمشق الأحد الماضي إلى العمل على مكافحة الإرهاب والتطرف دون ترك الفرصة للتذرع بمسألة مراعاة حقوق الإنسان عند إيواء الدول للجماعات الإرهابية المسلحة من أجل تحقيق مبدأ الحرية الذي تدعيه كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” وحلفائهما في المنطقة مقترحة وضع آليات مباشرة للتنفيذ فيما يخص التشريعات والقوانين الدولية التي تدين الإرهاب.

وبينت خليفاوي المشاركة باسم تجمع الجالية السورية في فرنسا أن توجيه الرأي العام العالمي ليس بالأمر السهل إلا أنه يمكن تحريكه عن طريق التواصل المباشر والفعال مع فئات المجتمع المختلفة في الغرب باطلاعهم المستمر عما يجري في سورية من إرهاب ممنهج ومدعوم وبتقديم الأدلة والحقائق وجرائم الارهابيين الموثقة التي لا يمكن أن تظهر في الإعلام المسيس بأسلوب مناسب عبر إقامة ندوات ومخاطبة المنظمات غير الحكومية وتعريفهم بحضارة سورية وتاريخها الذي ينادي منذ الأزل بالمحبة والسلام.

ورأت خليفاوي أن التحرك لدى دول الغرب سيدفع المواطن الغربي إلى التساؤل والبحث عن الحقائق ما يصنع “تحريكا وتعديلا” في الرأي العام للضغط على الحكومات في اتخاذ القرارات للتخلي عن ازدواجية المعايير  وتطبيق المعايير الإنسانية الحقيقية واحترام سيادة الدول والابتعاد عن النزعة الاستعمارية التي تحملها سياستهم.

ووصفت خليفاوي مشاركة العديد من الوفود الأجنبية في المؤتمر “بالمثيرة للاهتمام” لأنها تعكس مدى “التناقض والاختلاف” بين سياسة الدول الخارجية وما تتغنى به من شعارات إنسانية زائفة أمام شعوبها وبين إرادة الشعوب في الحياة بأمان وسلام مع الشعوب الاخرى مشيرة الى تأكيد المشاركة الدولية على شرعية
مطالب السوريين في محاربة الإرهاب الذي يمكن بدوره أن يهدد كل الشعوب بالإضافة الى تضامن وإيمان المشاركين العرب بأن سورية قلب العروبة النابض ويجب الدفاع عنها بجهود جماعية.

وعبرت خليفاوي عن تفاؤلها بتوصيات المؤتمر وما خرج به في حال اتبع الجدية والاستمرارية كعقد مؤتمرات لاحقة في دول أخرى من شأنها تحريك الدول المتقاعسة وتحفيز الشعوب على أهمية مواجهة ظاهرة الارهاب والتطرف الديني التي يمكنها ان تهدم بنية كل المجتمعات وحضاراتها.

وختمت خليفاوي بالتأكيد على أن مكافحة الارهاب والتطرف الديني والحد من انتشاره وجرائمه التي تفتك بالبشر والحجر يجب ان تنطلق من المجتمع بحد ذاته ويتجسد هذا الأمر بتكوين لجنة شعبية لمكافحة الإرهاب على جميع الأصعدة والتوجه بالدعوة إلى المغتربين السوريين بأن يكونوا صفا واحدا مع الوطن ويساهموا كل من موقعه في الدفاع عنه.

وكان المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني انطلق في 30 الشهر الماضي بمشاركة وفود وشخصيات سياسية ودينية وثقافية واجتماعية من 25 دولة عربية وأجنبية ناقش المؤتمرون خلاله موقف القانون الدولي من الإرهاب وسبل مواجهته عالميا واقليميا وعربيا اضافة إلى محاور متعلقة بالإرهاب والسيادة الوطنية وعدم شرعية العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية وانبثق عنه جملة توصيات تركزت على إقامة منتدى أممي شعبي مقره دمشق لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني وإعادة النظر في الخطاب الديني والمناهج الدراسية اضافة إلى وجوب مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي من خلال الأمم المتحدة دون الإخلال بحق السيادة.

مها الأطرش