اللاذقية-سانا
وجدت السيدة جنات متوج من إعادة تدوير أوراق الجرائد والمجلات أنيساً لها في ساعات الفراغ الطويلة وراحت يداها تنسجان أعمالاً فنية يصعب تصديق أنها مصنوعة من هذه المادة البسيطة.
مشغولات يدوية متنوعة.. أطباق تشبه صواني القش وسلل متعددة الأشكال والأحجام والاستخدامات وعلب للهدايا والزينة وغيرها، تواظب متوج على صنعها بهدوء وتروٍ منذ أكثر من ثلاثة أعوام تركت العديد منها لتزيين أركان منزلها الجديد الذي ستنتقل إليه قريباً لإضفاء تلك اللمسة الفنية التي لطالما عشقتها بينما قدمت بعضاً منها هدايا لصديقاتها في المناسبات.
وعن بداياتها قالت متوج في حديث لـ سانا سياحة ومجتمع “إن الأمر برمته كان بدافع الفضول عندما رأيت صديقتي تحرك أناملها بخفة ورشاقة لتبدع من ورق الجرائد والمجلات قطعا فنية صغيرة اعتادت صنعها لإضفاء لمسة جمالية على منزلها وطلبت منها أن تعلمني خطوات العمل وبالفعل لم يمض وقت قصير حتى تمكنت من إتقانه وانطلقت في رحلتي الخاصة في هذا العالم الغني بالأفكار”.
تأملت متوج مشغولاتها وارتسمت ابتسامة على وجهها بينما تمسك إحداها بين يديها وقالت: “شعور لا يوصف ينتابني وأنا أضع اللمسات الأخيرة على أي قطعة.. أحس بالرضا والسعادة لأنني تمكنت من محاربة ملل الحياة الروتينية وتسخير الوقت في صنع شيء مفيد.. أقضي ساعات طويلة في المنزل وحدي بحكم ظروف عمل زوجي وابني وما إن أنتهي من تنظيف المنزل وإعداد الطعام حتى أنصرف إلى ركني المفضل والبدء بتنفيذ فكرة جديدة”.
مجموعة من الصحف والأوراق الملونة ومقص وسنارة ومادة الغراء هي المعدات التي تعتمد عليها متوج في صنع مشغولاتها وتختلف المدة التي يستغرقها إنتاج قطعة عن أخرى بين ساعات عدة و أيام حسب الحجم والتصميم ومستوى الصعوبة ووقت الفراغ لأنها تتطلب الكثير من الدقة والصبر فالخطأ غير مسموح.
وبينت متوج أن العمل يمر بمراحل عدة أهمها اختيار الفكرة ونوع الورق المناسب لتنفيذها ويقص بالمقاسات المطلوبة ويستخدم الغراء والسنارة في تشكيله حيث تختلف الخطوات من قطعة إلى أخرى حسب التصميم المطلوب مشيرة إلى أن أكبر تحد كان بالنسبة لها هو صنع مجسم لإبريق الشاي وفناجين التقديم كما أنها قامت بصناعة سلال لاستخدامات مختلفة.
وأوضحت متوج أن إعادة تدوير ورق الجرائد دفعها إلى الاستفادة من الأشياء القديمة وتحويلها إلى منتجات تستخدمها في المنزل كأقمشة الجينزات التي حولتها إلى أغطية للوسائد في غرفة الجلوس والملابس الصوفية القديمة التي صنعت منها بسطا ملونة لغرف النوم.
رشا رسلان