“عرى” في السويداء ..قرية أثرية بين ثلاثة تلال

السويداء-سانا

تتميز قرية “عرى” الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة السويداء بطبيعتها الجميلة المتنوعة التي تجمع بين التلال والوديان والسهول والينابيع وأوابدها التاريخية وبيوتها المبنية من الحجارة البازلتية التي تحكي قصة حضارات مرت على القرية وكانت  شاهداً على تاريخ المنطقة الموغل في القدم.

رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان أشار لسانا سياحة ومجتمع إلى أن إعمار ” عرى ” قديم حيث شهدت خلال العصور السابقة ازدهاراً حضارياً انطلاقاً من موقعها الهام باعتبارها كانت تشكل صلة الوصل بين بصرى والسويداء وقنوات مبيناً أن من أبرز الشواهد الأثرية في عرى والتي مازالت ماثلة حتى يومنا سور نبطي قديم يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وكنيسة تعود للقرنين الخامس والسادس الميلادي ومنحوتات وعناصر زخرفية ماتزال ماثلة على جدران منازلها المبنية من الحجارة البازلتية.

ويلفت كيوان إلى أن “دار عرى” أو مضافة عرى التي بنيت عام 1886م تشكل معلماً تراثياً مهماً في القرية لأنها بنيت من حجارة أثرية منقولة ومزخرفة مشيراً إلى أن “عرى” ذكرها أحد الرحالة السويسريين في كتاب “رحلات في سورية” في عام 1810-1811 فقال عنها إنها ” أكثف القرى سكانافي سهل حوران وأكثرها عذوبة وجمالاً فهواؤها وماؤها وترابها طيب “.

وتضم القرية ثلاثة تلال هي الحصن البركاني الذي يقع وسط القرية وفيه آثارها  القديمة وتل ” الحبس ” الذي يقع في جهتها الجنوبية  على الحد الفاصل مع قرية ” المجيمر” ويضم مغارة يبلغ ارتفاعها عند مدخلها نحو مترين فيما يقل ارتفاعها كلما توغل  فيها جنوباً ليصل إلى الصفر بينما يصل أقصى عرض للمغارة إلى خمسة أمتار وطولها نحو 30 متراً وتل ” الهش ” الذي يقع في الجهة الشرقية منها.

كما تشتهر القرية بينابيعها الثلاثة وهي ” درارق” و”سمر” و” عرى” والأخير كان يمثل الشريان الحيوي للجناح الشرقي لإمارة الغساسنة وكان يسمى آنذاك نبع غسان و فيه قال الشاعر حسان بن ثابت الأزدي :” إما سألت فإنا معشر نجب الأزد نسبتنا والماء غسان”.

ويحيط بالقرية التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 932 متراً حسب كيوان بعض الخرب القديمة التي كانت حواضر عامرة في العهود السابقة منها خربة “غوثا و سمر و علا ” فيما يوجد إلى الشمال من القرية في منطقة “درارق” قلعة بنيت عام 1879 م ولم يبق منها إلا بعض الأطلال.

ويروي أهل المنطقة أنه كان يوجد حصن قديم في أعلى المرتفع الذي بنيت القرية فوقه حيث كان على ما يبدو سوراً لبلدة قديمة في العهدين اليوناني و الروماني.

سهيل حاطوم