دمشق-سانا
في محله الصغير الذي لا تتجاوز مساحته عدة أمتار في التكية السليمانية يجلس أحمد كلاس محاطاً بمجموعة من السجاد اليدوي المشغول بألوان وأشكال جذابة حتى تبدو كلوحات فنية تزين المكان في انتظار زبائن مازالو يسعون وراء هذه النوعية من السجاد التراثي.
المحل يضم نولاً واحداً لا يزال ينتج قطعاً فنية على طراز السجاد السوري القديم المعروف منذ مئات السنين كما يقول كلاس لنشرة سانا-سياحة ومجتمع لافتاً إلى أنه يعمل حالياً على التواصي فقط .
وأشار كلاس إلى أن هذه الحرفة تطورت عبر السنين وتفنن السوريون بأنواع الزخارف والرسومات الرائعة التي تنبض بالحيوية والجمال وتعكس مهارة ودقة صانعيها.
وأوضح أن السجاد الدمشقي يتميز بلونه الأحمر القرمزي والأزرق البحري والأصفر الذهبي وأن حجم السجادة وألوانها تختلف حسب أذواق الزبائن وهو عمل يدوي بالكامل.
(صوف.. حرير.. قطن.. نول مصنوع من الخشب) هذا كل ما يحتاج إليه العامل كما يوضح كلاس ليبدأ في إنتاج قطعة فنية بديعة حيث يتم تحويل الصوف الخالص إلى خيوط متوسطة وطويلة الحجم وذلك عبر آلة تسمى الغزالات وتصبغ بألوان مختلفة ثم توضع داخل النول سجادة أو جداريات يدوية عالية الجودة والمتانة لافتاً إلى أن صناعة السجادة الواحدة تستغرق من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حسب حجمها.
ورأى أن الحرفي عليه أن يمتلك خيالاً فنياً وقدرة على تذوق جمال الألوان وتناسقها لإنتاج أشكال فنية متكاملة ومتناسقة وهي صفات تكتسب منذ الصغر وبالتدريب المستمر لذلك فإن أغلب العاملين في هذا المجال توارثوا المهنة أباً عن جد.
لكنه بيّن أن هذه الحرفة بدأت بالتراجع منذ منتصف القرن الماضي نتيجة منافسة السجاد الآلي إلى أن بدأت الحكومة السورية بإنشاء وحدات إرشادية لصناعة السجاد اليدوي وخرجت مئات الحرفيين الذين نفذوا رسومات على السجاد تعبر عن الحضارة والتاريخ السوري.
بشرى معلا
تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: