اللاذقية-سانا
رجال منظومة الإطفاء في مدينة اللاذقية ممثلة بفريق الإطفاء في مديرية الزراعة والدفاع المدني وفوج الإطفاء ومراكزه المنتشرة في المحافظة لم يتوانوا في التضحية بأنفسهم تلبية لنداء الواجب الوطني في حماية الثروة الحراجية والغابات وعملوا بكفاءة عالية وحس كبير بالمسؤولية على مدى عشرات الساعات المتواصلة لإخماد أكثر من 48 حريقاً نشب مؤخراً في ريف المحافظة.
المواطن جهاد علي وصف مشهد النيران التي كانت تمتد بسرعة كبيرة والدخان الكثيف المتصاعد من على شرفة منزله المقابل للوادي الذي اندلع فيه الحريق بالمذهل لكن صوت سيارات الإطفاء وهي تقترب من الموقع كانت كفيلة ببث الطمأنينة في نفوس أهالي المنطقة الذين تجمهروا لملاقاة رجال الإطفاء وإرشادهم للوصول إلى أقرب نقطة.
من جانبها نوهت منيرة اسماعيل بالاستجابة السريعة والأداء الاحترافي لرجال الإطفاء الذين سارعوا إلى المكان ولم ترهبهم النيران المستعرة ويتقدمهم آخرون لشق طريق حراجي بين الأشجار المتشابكة لتأمين ممر لزملائهم.
بدوره قال باسم محمود إن أكثر من 36 ساعة من العمل المتواصل والجهود الجبارة لجنود مجهولين تكللت بإخماد النيران وأظهر رجال الإطفاء خلالها روحاً وطنية عالية والتزاماً وإخلاصاً.
وأشار باسل شعبان آمر زمرة حريق في فوج إطفاء اللاذقية إلى الصعوبات التي تواجه عمل رجال الإطفاء ومتطلبات عملهم من حالة تأهب قصوى ومستوى عال من الجهوزية لتخطي المخاطر التي قد تواجههم أثناء عمليات إخماد الحرائق مثل التعرض للغازات والأبخرة السامة الناتجة عن احتراق المواد المختلفة إضافة إلى حالات الإغماء والاختناق وتشنج العضلات معتبراً أن هذه الصعوبات لا تثنيهم عن إتمام المهام التي توكل إليهم.
بدوره تحدث المهندس موسى حطاب رئيس فرقة التربية والتنمية في القرداحة عن مشاركته مع زملائه في إخماد الحريق الكبير الذي استمر ثلاثة أيام وأتى على مساحات واسعة من الغابات لافتاً إلى القوة والعزيمة التي تحلى بها الجميع رغم التعب والإرهاق.
وتابع حطاب الذي أصيب بحروق في مختلف أنحاء جسمه كما هي حال زملائه الثمانية الذين كانوا برفقته آنذاك “في قرابة الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الـ 13 من الشهر الجاري بعد إخماد الحريق ودخول مرحلة التبريد توزعنا على مجموعات لمراقبة الموقع ليفاجئنا نداء عبر جهاز اللاسلكي بعد مرور نصف ساعة تقريباً يعلمنا بتجدد النيران في عمق الوادي واشتعالها السريع نتيجة هبوب رياح شرقية قوية مستذكراً البسالة منقطعة النظير للشهيدين بسام جناد وجلال صقر من فوج إطفاء دائرة الحراج بمديرية الزراعة حيث لم تثبط النار الملتهبة من عزيمتهما بل زادتهما إصراراً على احتواء النار المستعرة”.
بدوره أشار المهندس باسم دوبا رئيس دائرة حراج الزراعة إلى العوامل التي أعاقت عملية الإطفاء وأولها الانتشار الجغرافي للغابات في المناطق الجبلية حيث تكثر الوديان والمنحدرات والتضاريس الوعرة وأغلبها غابات صنوبرية معروفة بحساسيتها للنار وقابليتها للاشتعال وتداخل المناطق الحراجية مع الأراضي الزراعية والممتلكات الخاصة.
رشا رسلان