دمشق-سانا
بلوحات جميلة رسمتها أنامل صغيرة امتزجت فيها ذكريات الأطفال عن مدينتهم الجميلة أم الزهور والياسمين والتاريخ والتراث الشعبي مع الحاضر الذي ترك أثرنا في نفوس أطفالنا ليعبروا عن ذلك برسوماتهم التي عرضها اليوم المركز الثقافي العربي بالميدان بالتعاون مع منظمة الطلائع تحت عنوان “أرسم حلمي”.
والمعرض الذي يستمر حتى الخميس القادم ضم أيضا لوحات تسمى الرسم بالطباعة أي تطبع الألوان بأصابع الأطفال على لوحات لتشكل رسومات وموضوعات يحب الأطفال التعبير عنها إضافة إلى استخدام مواد طبيعية مثل البطاطا والممحاة والمبراة لتغمس في الألوان التي تشكل فيما بعد لوحات فنية تعبر عن حالات وخلفيات ومخزونات ومكنونات داخل هذه القلوب الصغيرة.
وحول المعرض قالت مديرة المركز الثقافي إيمان ليلا “إن رسومات أطفالنا التي نعرضها اليوم هي نتاج لورشة عمل تحمل اسم “نقرأ ونرسم معا” يقيمها المركز على مدار العام وتضم أطفالا من سن 6 إلى 12 سنة نحفز خلالها فكرة القراءة في مكتبة الأطفال بالمركز ومن ثم يعبر الطفل عما قرأه بالرسم ومن خلال الرسومات”.
وأضافت بعد ذلك يتم تحديد مستويات الخيال والتعبير لدى كل طفل وهنا يبدأ التوجيه نحو طرق الرسم وتحفيز المخيلة لدى الطفل وبالمقابل نعمل على تقديم الدعم اللازم للأطفال المتميزين والموهوبين ويخصص لهم يوم خاص لصقل موهبته.
وكان للفنان التشكيلي عيسى العيسى مدرس مادة الرسم والمشرف على ورشة “نقرأ ونرسم معا” هذا التوضيح الرسم لدى الأطفال ليس فقط عبارة عن لوحات وألوان جميلة بل هو أيضا تعبير عن رغبات الطفل وعن الحياة اليومية التي يعيشها وطريقة التربية والتعامل معه في المنزل كما تعبر عن شخصيته هل هو جريء مندفع أم متردد أو يعاني الخوف ولذلك تفسيرات كثيرة متعلقة بعلم نفس الطفل وطريقة الرسم عند الطفل في أحد جانبي اللوحة أو في وسطها أو في أسفلها ولكل طريقة تفسير يدل على نفسية الطفل ومعاناته ونوعية شخصيته.
وأضاف العيسى عملت طوال عام مع هؤلاء الأطفال منهم من يعتبرها للترفيه والتسلية وآخرون موهوبون فعلا وهم بحاجه لعناية وتوجيه وهذا ما نقوم به لافتا إلى أن الرسومات المعروضة هي نتاج هذه الورشة فبعض الدروس كانت حول البيئة الشامية مثل بعض اللوحات التي تمثل الأحياء القديمة أو الفلكلور وبعضها كانت نتاجا لما يحب كل طفل.
وقالت الطفلة سارة حبي 8 سنوات المشاركة بـ 7 لوحات تنوعت موضوعاتها بين الطبيعة والبيئة والتراث “أحب الرسم وأتمنى أن أصبح رسامة وهنا رسمت نفسي وأنا أرسم في مكان بالطبيعة”.
وعبرت والدة سارة فاتن عرابي عن تشجيعها لابنتها على رسم ما يجول في خاطرها وقالت نحن في المنزل نؤمن لها ولأخيها الذي يمارس هذه الهواية أيضا كل ما يحتاجانه لتنمية هذه الموهبة التي يتمتع بها والدهما أيضا.
ومحمد مصطفى وسيدرا سنكري 13 و12 سنة أخوان شاركا بلوحات تعبر عن البيئة الشامية فهذه للحارة القديمة وبائع السوس وتلك اللوحات للدبكات الشعبية والرقصات الفلكلورية.
والطفلة صبحية عبد الله 12عاما شاركت بلوحات طباعة بأصابعها غمست الألوان الزاهية وشكلت مجموعة من الأزهار لتكون مشاركتها بالمعرض.
أما الطفلة لينا صعب 12 عاما فكان لها لوحة لافتة فقد رسمت بالطباعة زهرة كبيرة توسطت اللوحة التي ملأتها النقاط باللون الأزرق ولدى سؤالها عنه قالت هذا المطر ليسقي زهرتي كي تصبح كبيرة وجميلة.
وحول الواقع الذي شاهده اطفالنا وعايشوه قالت الطفلة رؤى عوض الله 8 سنوات عن لوحتها التي امتلأت بأنواع من الأسلحة والزجاج المكسر والأطفال الخائفين والدماء أنها تعبر عن الانفجارات التي نفذها الإرهابيون ضدنا.