حمص-سانا
سلط الباحث الاجتماعي كنان هزيم الضوء على دور المساندة النفسية في حياة الأطفال الذين عايشوا الكوارث والأزمات والانعكاسات النفسية والاجتماعية والمعرفية التي تلحق بهم في تلك الظروف واليات التعامل معهم ودور الأسرة والمؤسسات التطوعية في مساندتهم.
وأوضح هزيم في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي بحمص بعنوان التبعات النفسية للأزمة في سورية عند الصغار والكبار أن ظروف الكوارث والأحداث الصادمة تشكل اهتزازاً للثقة بالنفس وبالآخرين فشعور الطفل بالخطر الذي يهدد حياته والخوف والقلق المتزايد الذي يؤثر في سلوكه ومزاجه يتبدى في فقدانه للشهية واضطرابات في النوم والشعور بالكآبة والحزن وخوفه من الغرباء واستعادته عادات سيئة قديمة مثل عادة مص الأصابع وغيرها وعدم المبادرة والتردد وتشتت الذهن وضعف الذاكرة والتذكر وبالتالي الضعف في التحصيل الدراسي وكل ذلك قد يودي به إلى التسرب من المدرسة.
ولفت المحاضر إلى أن الدراسات الاجتماعية أثبتت أن التبعات النفسية للأزمات والحروب هي أشد كارثية من الحرب نفسها إضافة لما تتركه من تلوث بصري وسمعي ما يؤثر سلباً على إنتاجاتهم الفكرية وميول بعضهم إلى الشذوذات الاجتماعية وإصابتهم بالفوبيات الناجمة عن المواجهة الخاطئة للضغوط النفسية متعددة الأشكال والأنماط.
ودعا الباحث الاجتماعي إلى تكثيف الأنشطة اللامنهجية في المدرسة ومساندة الأسرة للطفل ومتابعته بشكل مستمر داخل المدرسة وتوفير عناصر الحماية معتبرا أن دور المساندة النفسية في حياة الأاطفال المتضررين من الكوارث والأزمات يقع على عاتق الأهل والأسرة من خلال إبداء الحوار والمرونة والوضوح والتفهم وتقديم إرشادات تخفف من حدة غضبهم وإشغالهم بنشاطات ترفيهية برواية الحكايات التي تعيد ثقتهم بالنفس.
كما يقع على عاتق المؤسسات الأهلية والتطوعية عبر تنظيم برامج نفسية تربوية اجتماعية ترفيهية تساعد الأطفال على استعادة توازنهم النفسي وتعزيز دور الإرشاد النفسي والاجتماعي لهم وتنمية روح القيادة والشعور بالانتماء والمسؤولية وتخفيف الضغط عنهم من خلال تشجيع المواهب الموسيقية والفنية من شعر وأدب وإعداد مجلات حائط وجداريات ولقاءات صحفية يعبر فيها الأطفال عن مخاوفهم وآلامهم وطموحاتهم في الحياة.
تجدر الإشارة إلى أن هزيم عضو هيئة تدريسية في كلية التربية بجامعة البعث وحائز شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون بباريس وله مجموعة من الأبحاث حول البطالة والاكتئاب العصابي والوساوس القهرية والنرجسية.