الحسكة-سانا
قدمت فرقة المسرح القومي في محافظة الحسكة بالأمس عرضاً مسرحياً تحت عنوان /مكان يلائم الوجع/ في رابع أيام المهرجان المسرحي الذي يقام في دورته الثالثة.
وقال مؤلف ومخرج العمل إسماعيل خلف إن العرض حاول توصيف حالة فنان تشكيلي عايش صرعات نفسية كبيرة في وطنه وحاول الانتقال إلى الغربة لتخفيف ما يعانيه وليبحث عن مكان دافئ يعوضه عما فقده في بلاده لكن ما لبث أن اكتشف زيف الحياة البراقة في بلاد المهجر وعاد ليعايش معاناته لكن هذه المرة بعيداً عن حضن وطنه وبدأ يعيش صراعات نفسية أخرى محاولاً من خلالها العودة إلى الوطن مهما كلف الثمن.
وبين خلف أن العمل المسرحي يقوم على تجسيد ثلاثة فنانين لشخصية الفنان التشكيلي المغترب في نفس الوقت ليعملوا على إخراج أفكاره إلى العلن وينقلوا تجربته التي يعايشها في المهجر إلى المتلقين مشيراً إلى أن العمل لم يكن سهلا نظرا للطريقة التي كتب فيها إلا أن إبداع الفنانين الذين جسدوا الشخصية أسهم في إيصال المحتوى إلى المتلقي وهذا ما لمسته من خلال رجع الصدى الذي أبداه الجمهور.
وأوضح الفنان عبد الغني السلطان أن العمل يوجه رسالة صريحة إلى الجميع للبقاء في الوطن والإسهام في بنائه وتطويره وعدم التفكير في تركه د مهما كانت الظروف مشيراً إلى أن كل ما تشهده الساحة الداخلية ما هو إلا سحابة صيف عابرة شارفت على الانجلاء بفضل الوعي الكبير الذي أبداه أبناء الشعب السوري العريق.
وأكد مدير الثقافة في الحسكة عبد الوهاب الحسين أن الفن المسرحي هو من أرقى الفنون لأنه الأقدر على توصيف الحالة وبث الرسائل التنويرية إلى المتلقين والأهم هو إمكانية التقييم الفوري للعمل وتأثيره على المشاهد مؤكدا أن مديرية الثقافة تسعى دائماً إلى وضع كل الامكانيات في سبيل الارتقاء بالفن المسرحي خصوصاً بعد ما قدمه المسرح القومي من عطاءات طوال الأعوام السابقة وما حققه من نتائج مرضية على الساحة الفنية السورية.