قصائد إنسانية واجتماعية وعاطفية في المهرجان الشعري بالمنتدى العراقي

دمشق-سانا

أقام المنتدى العراقي مساء اليوم مهرجانا شعريا شارك فيه مجموعة من الشعراء الذين تنوعت نتاجاتهم بين شعر الشطرين والتفعيلة والنثر اضافة إلى مواضيع مختلفة تناولها كل شاعر من الشعراء المشاركين.

كما اختلفت المستويات الفنية بين شعر يدل على موهبة واخر يحبو في بداية الطريق وغيره ضعيف ولا يقترب من مقومات الشعر.

وألقت الشاعرة ابتسام الحروب عددا من نصوصها التي عبرت فيها عن تطلعات امرأة الى الشعر حيث اقتربت من الموسيقا والعاطفة ثم تراجع المستوى الموسيقي والفني في بعض تعابيرها كقولها في قصيدة “أرض الشام” .. الياسمين بأرض الشام يغتصب .. وأقصانا بكل الاه ينتحب مخاضك اليوم يا عذراء أمتنا .. قد طال المخاض لا تمر ولا رطب وفي قصيدة المتسول عبرت الشاعرة هناء العمر عن قضايا اجتماعية وإنسانية يخلفها الخلل الإنساني في بعض البيئات فتصل إلى التشرد الذي يخلف المرارة والشقاء في النفس الإنسانية حيث قالت.. داهمتني عواصف الدمع .. غرقت في بئر العوز .. غص حلقي من مرارة السؤال1
واه من يرحم المتشرد اللاهث في خيام العراء

أما الشاعر مصطفى الحسون عبر في قصيدته مثقل بالليل عن معاناته وأحزانه التي سببت الفجيعة والخذلان حيث كان نصه من شعر التفعيلة الذي يرفل بالايحاءات الشعرية الدالة على النزعة الإنسانية فقال.. مثقل بالليل .. لا صبحا يدانيني ولا يدنو البعيد مثقل بالرمل والصحراء جائعة لمفجوع جديد

وألقى الاديب سامر منصور مقاطع من نصوص مسرحية دل فيها على صعوبة الغدر والخيانة من خلال قصة اجتماعية وعاطفية أسقطها على التراث الحكائي القديم إلا أنه اقحم الروي المقيد على نصه النثري فأثر على ارتفاع مستواه الفني والعاطفي كما جاء في نص نحن حين تكسرت القوافي حيث قال ألا يا نهر يا جاري.. انتصب أنت الدرب والسماء داري تتخطفني كوكب الدمع أطفو حولها .. خذني كي أضل مداري

أما الاديبة سلام تركماني فقرأت نصا نثريا قريبا من القص الشعري تجلت فيه العاطفة والبوح والعتاب بشكل عفوي غلب عليه سهولة الألفاظ ومحاولة التقرب من المتلقي كقولها في نص شاعري الأول.. يا شاعري الأول .. نقح عتابك .. لملم حبالك .. وارحل فأبواق قصيدتي تصبح لك بوح الهيام .. ونجوى السلام وجاءت قصيدة الشاعر محمد رضا الرفاعي بعنوان سبى عقلي بأسلوب الشطرين الذي يدل على موهبة شعرية تحتاج الى بعض الصقل والمطالعة لتلملم أسسها كقوله
سبى عقلي وأمرضني الحبيب .. فلا يأسى بحالي أو يجيب ويعلم انه في الحب داني .. ويعلم انه عندي الطبيب وألقت الشاعرة مرام النسر قصيدة بعنوان لم يطلق سراحي التي قالت فيها: حواسي أم فراغ في ضلوعي .. يراود في المساء وفي الصباح لمست ربيع قلبي ذات يوم .. نظرت إلى عيونك بارتياح ظلمت وكم ظلمت بغير ذنب .. رحلت وذاب قلبي في الرواح1

وختم المهرجان بقصيدة للشاعر مازن محملجي بعنوان جنة الشام عبر فيها عن حبه للشام ولهفته على الايام الماضية التي كانت ترفل بالأشواق والحنان والعطف والرقي الاجتماعي بأسلوب أصيل جاء على تفعيلات البحر البسيط مستخدما تقنية فنية وموهبة غنية بالعطاء فقال: لهفي على سالف الأيام في الشام .. وبهجة العيش فيها قبل أعوام وذكريات يكاد الفكر يحسبها .. من فرط شوق اليها محض أوهام تلوح في خاطري في كل آونة .. كأنها شهب لاحت بأعتام وعن المهرجان قال محمد الحمداني مدير المنتدى العراقي.. ان المنتدى يقيم ويرعى عددا من الفعاليات الثقافية والعلمية والمحاضرات والأمسيات مركزا على الفئة الشبابية لتنمية قدراتهم الإبداعية والثقافية بغية رفد مجتمعنا العربي بطاقات ثقافية شابة حيث يحاول أن يثاقف بين جيل الشباب والجيل الذي هو أكبر منه سنا لنقل التجارب وتعميق الثقافة.

محمد الخضر