ريم عرنوق… من عالم الطب إلى رحاب الأدب

دمشق-سانا

وجدت الطبيبة ريم عرنوق في الأدب متنفسا لها تعبر من خلاله عن مكنوناتها الداخلية جراء تداعيات الواقع من حولها والذي عالجته بطريقتها دون أن يكون صورة طبق الأصل بل أضافت لها خيالا جاء مستمدا من جملة أحداث.

في مقابلة مع سانا الثقافية قالت عرنوق “إن مهنتي كطبيبة لعبت دورا كبيرا في تنمية ذائقتي الأدبية وسائر كتاباتي لأنني أتأثر غالبا بالقضايا الاجتماعية التي يعيشها أولئك المرضى الذين أعمل على شفائهم وإن أكثر البنى التكوينية التي استفادت منها كتاباتي كانت تلك القضايا المتصلة بالأحداث في السنوات الأخيرة خلال ما تعرضت له سورية من مآس ومؤامرات”.

وأضافت مؤلفة مجموعة حرملك القصصية “الأدب يبدأ من الانفعال الوجداني الذي يجب أن يكون الإحساس هو أهم مكوناته ولكن لا بد من ثقافات أخرى لشد أزره في تكوين يتمكن من عبور الزمن وذلك يحتاج إلى الاطلاع من القراءة والعلاقات الاجتماعية والرحلات والوقوف على آلام وأفراح الناس”.

وبحسب الأديبة عرنوق يعتبر الأدب ممثلا مهما لحضارة المجتمعات ولما يصيبها من انتكاسات وآلام وان كان الأديب سيضيف على ما يلتقطه من المجتمع والبيئة تشكيلات فنية تزين أنموذجه السردي الذي يعتبر من أهم أجناس الأدب وأكثرها قدرة على المرور في حياة الناس.

وحول وجود العاطفة في نتاجها الأدبي ككاتبة أنثى أوضحت أنه لا يمكن أن تخلو من أثر عاطفي بحكم الضمير الذي يهيمن على الأديب ويدفعه للارتقاء بالمجتمع وتمكين الفرد من ممارسة حقه الإنساني في بيئته أو خارجها.

وتؤمن عرنوق بدور الموهبة الأساسي في السرد الأدبي الذي يشمل القصة والرواية مبينة أن الموهبة تساعد الكاتب على بناء توازن موضوعي يتمحور على حدث شائق ضمن تسلسل منطقي للوصول إلى الخاتمة ومحاولة تجنيب العمل أي علة أدبية من شأنها أن تبعث الخلل في العمل الأدبي.

عرنوق التي اتجهت إلى كتابة الأدب منطلقة من مزاولة الطب وصفت الكتابة بأنها من النوع السهل الممتنع نظرا لمتطلباته الفنية العديدة واشتغاله على الخيال.

وتؤكد الدكتورة عرنوق في ختام حديثها عن أهمية تشجيع الأدب ودعمه في المرحلة القادمة ليأخذ حقه لأنه سيقدم إلى المستقبل ما يدور في الحاضر وما يعتريه من إيجابيات وسلبيات ولا سيما أننا وصلنا برأيها إلى مرحلة استسهل فيها الكثيرون التسلق على شجرة الأدب دون امتلاك أي من أسسه.

محمد خالد الخضر