مرمريتا.. عروس وادي النضارى تلبس الغيوم وتتزين بحبات المطر والثلوج في الشتاء

ريف حمص-سانا

في قلب وادي النضارى وعلى قمة أحد الجبال الممتدة بين مدينة حمص والساحل السوري تقع عروس الوادي مرمريتا التي تتوزع بيوتها على قمة الجبل المقابل لجبل السايح وقلعة الحصن بانسيابية جميلة يحسبها الزائر وكأنها عروس تفرش فستانها فتلبس الغيوم وتتزين بحبات المطر والثلوج شتاء.

ويقول حنا مسوح وهو من أهالي مرمريتا: إن سحر الجلوس على شرفة منزله في القرية وروءية المناظر الطبيعية على مد النظر ومراقبة المطر وهو يتدفق من رحم الغيوم وكأنه يصل السماء بالأرض يأسر قلبه وقلب كل محبي الطبيعة والباحثين عن الهدوء والراحة.

وبعبارات من الحب والشجن استمده من جمال المشهد يتابع مسوح كلماته: “تتشابه قريتي مع باقي قرى وادي النضارى من حيث الطبيعة الجبلية تقريبا الا انها تختلف قليلا من حيث المناخ ففي الصيف تكون أكثر برودة من القرى الأخرى التي تقع في السهل وعلى الهضاب اما في الشتاء فتعتبر باردة نسبيا وخاصة مع هبوب الرياح وهطول الثلج لذلك يفضل العديد من اهلها الابتعاد الى اماكن أكثر دفئا والعودة مع حلول الربيع دون ان ينسوا التردد اليها في الشتاء لأخذ نفحات من عبير المطر والشجر معا كقوت يستمدون منه طاقاتهم في العمل عند العودة منها”.

وحول تسمية القرية يقول مسوح: إن هناك عدة روايات تاريخية حولها تتفق على أصل الكلمة بأنها سريانية وتختلف على معناها فالبعض يقول ان اسمها يعني القديسة /مار مرتا/ والبعض الآخر يرى ان معناها هو قديسة القديسات وتطور الاسم مع السنين حتى أصبح يعرف بـ/مرمريتا/.

ويوجد في مرمريتا العديد من الكنائس والاديرة الأثرية وبقايا آثار قديمة مبنية من الحجارة البازلتية البركانية والتي تعتبر شاهدة على حضارة تعود الى أكثر من 2000 عام بحسب مسوح.

ويتابع مسوح إن “من أقدم مناطق مرمريتا منطقة السهلة وهي سوق قديم لا يزال محافظاً على فن العمارة التراثية القديمة المتمثلة بالحجارة والأقواس والعقود ويعتبر / الدهليز/ المبنى المجاور له واحدا من أقدم معالم القرية وهو على شكل قوس مبني من الحجارة المحلية الكلسية ويمر تحته شارع ضيق يسمح بمرور سيارة صغيرة”.

ويشير مسوح إلى أن أغلبية بيوت القرية الموجودة حتى اليوم ولا تزال مأهولة بالسكان مبنية من الصخور البيضاء وتعود الى اكثر من 800 عام فقط أما باقي البيوت فقد أخذت منحى العمارة الحديثة المتطورة من حيث البيوت الطابقية والحجر الأبيض الحديث الأشكال والقرميد وهي مبنية بشكل تتناسب فيه مع طبيعة الجبل فيحسبها الزائر وكأنها محاذية للطريق إلا أن من الجهة المقابلة يظهر البناء بطوابقه المتعددة كاملا.

وبالنسبة للزراعات تشكل أراضي القرية بساطا ممتدا من أشجار الزيتون وكروم العنب والتين وبعض الاشجار المثمرة كالتفاح والخوخ وغيرها.

ويشير مسوح إلى أنه يوجد في مرمريتا مركز ثقافي مهم استطاع عبر السنين ان يجمع على منبره كبار المثقفين والشعراء من أهل القرية ومن سورية ومن الدول العربية في امسيات شعرية وخاصة ان أهل القرية مشهورون بنظم الشعر المقفى وشعر الزجل واصواتهم الجبلية التي رفدت سورية بأصوات جميلة كان لها دور كبير في الفن.

وتنبض مرمريتا بالحياة صيفا مع عودة اهلها المغتربين للاستمتاع بسحر الطبيعة والمناخ الجميل بعيدا عن حر الصيف.

ويتابع مسوح: إن” مرمريتا قرية سياحية بامتياز لوجود العديد من المنشآت السياحية كالمطاعم والفنادق التي تقيم العديد من الحفلات التي تعمل على تنشيط السياحة الداخلية وتستقطب السياح من أنحاء العالم خلال الصيف”.

ويضيف مسوح إن: قرية مرمريتا تشكل منارة مشعة بالعلم حيث تعتبر نسبة التعليم فيها ونوعيته من أكبر النسب في الوادي وسورية وفيها العديد من الشعراء والادباء ابرزهم المفكر ندرة اليازجي “.

ويقام في مرمريتا العديد من الأنشطة والكرنفالات وتعد مكانا جميلا ومرغوبا لإقامة المخيمات الكشفية ومحبي المغامرة والطبيعة الجبلية من أنحاء سورية.

وتشهد ساحة القرية العديد من الانشطة الاحتفالية المهمة سواء اكانت خاصة أم عامة وابرزها الكرنفال الذي يقام في عيد السيدة العذراء في 14 آب من كل عام فتعقد فيها حلقات الدبكة الشعبية التي تعتبر احدى ابرز العادات القديمة التي لا تزال متوارثة حتى يومنا هذا.

مي عثمان

انظر ايضاً

حفل فني في مرمريتا ضمن فعاليات مهرجان القلعة والوادي

حمص-سانا اختتمت فعاليات اليوم السابع من مهرجان القلعة والوادي بحفل فني في شارع المطاعم بمرمريتا …