الشريط الإخباري

آلاف الأسطوانات الموسيقية والكتب والصور النادرة في أرشيف أديب مخزوم

دمشق-سانا

تحفل مكتبة الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي اديب مخزوم بكنوز من الاسطوانات والمطبوعات الورقية الفنية التي تعود لسنوات مضت وتوثق للحركة الفنية والموسيقية في سورية والوطن العربي والعالم حيث يعمل دائما على عرض ما لديه من ارشيف مهم للجمهور عبر معارض وندوات ومحاضرات كان آخرها معرض استضافه المركز الثقافي بأبو رمانة.

يقول الباحث مخزوم في حديث لسانا “سعيت في معرضي الأخير “كنوز عباقرة النغم” لتقديم مختارات من مكتبتي الموسيقية لأكثر من 500 أسطوانة قديمة لكل موسيقا الشعوب من باخ 1685-1750 أبو الموسيقا الكلاسيكية الأوروبية إلى رموز الموسيقا والغناء في القرن العشرين بالشرق والغرب إضافة لعشرات الصور المكبرة والمؤطرة ومئات الأغلفة وآلاف الصور التاريخية والكتب النادرة لكبار عباقرة الموسيقا والغناء العربي منذ نهاية القرن ال19 حتى ثمانينيات القرن الماضي من جيل سيد درويش ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وفريد الأطرش وغيرهم وصولاً إلى جيل بليغ حمدي.

وبين مخزوم أن المعرض جاء ثمرة وخلاصة سنوات طويلة من البحث والمتابعة والتصنيف والتوثيق والتقصي عن كل ما هو نفيس ونادر .

ويلفت الباحث مخزوم إلى أنه رغم وجود كليات جامعية في العديد من الدول العربية والأجنبية تحت عنوان كلية الإعلام والتوثيق فما زال هناك جهل تجاه أهمية التوثيق الورقي وقيمته المتحفية ودوره في حفظ الصورة والوثيقة والمعلومة الصحيحة والدقيقة ولا سيما في العصر الراهن بعد أن تحول التراث الإنساني برمته الى أرشفة رقمية محفوظة على شبكات الانترنت الدولية.

ويقول مخزوم “الأرشفة العصرية الرقمية يسرت سبل الحصول على المعلومات والوثائق والصور وغيرها بسرعة فائقة ووسعت من دائرة القراءة وقاربت بشكل مذهل بين الحضارات والشعوب وأدت الى زيادة في الوعي الفكري والفني والثقافي إلا أنها فتحت المجال أمام احتمالات نقل المعلومات الخاطئة والمجهولة المصدر بخلاف الأرشيف الورقي الذي يمكن تحديد مصادره الموثوقة والعودة اليها وحل العديد من القضايا التاريخية الإشكالية وتقديم الحقائق والأدلة التي لا تقبل الجدل والنقاش”.

ويوضح مخزوم أن الأرشفة الورقية شكلت الاساس والمدخل والمنطلق للأرشفة الالكترونية وميزتها انها تبقى في متناول عدد محدود جداً ونادر من الأشخاص الذين يتحملون عناء ومشقة التنقيب والبحث والتقصي والتصنيف والتوثيق بخلاف الأرشيف الالكتروني الذي هو برأي مخزوم معرض للغياب والمسح الكلي بسبب الفيروسات والأعطال.

ويؤكد الباحث الموسيقي أن الأماكن التي ولد وترعرع فيها عباقرة الفن والأدب تتحول الى متاحف ومزارات تاريخية وغدت معالم سياحية تستقطب في كل عام آلاف الزوار وتباع مخطوطات ورسائل هؤلاء بمبالغ عالية تعبر عن مدى تقدير الناس للفن والابداع والابتكار وبكل ما يتعلق بهذا الفنان.

ويدعو مخزوم لإعادة الاعتبار إلى كبار مبدعينا الذين أطلقوا ومنذ عقود الاتجاهات الابداعية الريادية في الموسيقا والتشكيل وغيرهما عبر إقامة متاحف لهم تتضمن أرشيفهم الفني والإبداعي ولا سيما أن بعض كبار رموز موسيقا وغناء العصر الذهبي العرب باتوا غير معروفين بالنسبة لأبناء الجيل الجديد بسبب غياب الإعلام الذي يبث أعمالهم ويعطيها قيمتها وندرة الدراسات التحليلية والوثائقية لبناء نوع من التفاعل الثقافي المفيد بين الأجيال المتعاقبة.

أديب مخزوم مواليد طرطوس عام 1962 فنان وناقد تشكيلي ومؤرخ موسيقي صدر له في بداية عام 2010 كتاب موسوعي ونقدي تحت عنوان تيارات الحداثة في التشكيل السوري وله مجموعة شعرية نثرية تحت عنوان أحبك أكثر في سواد الزمن الآتي ويكتب في الصحافة السورية والعربية و له العديد من الدراسات النقدية المنشورة كما أقام وشارك في العديد من المعارض التشكيلية وله عدة كتب في الفن التشكيلي والموسيقا تحت الطبع حاليا.

محمد سمير طحان