الشريط الإخباري

توثيق آثار معلولا وعرض اعتداءات الإرهابيين بفعالية ثقافية- فيديو

 

دمشق-سانا
معلولا التاريخ والواقع والآفاق.. فعالية ثقافية أقامتها المديرية العامة للآثار والمتاحف ورعتها وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة ريف دمشق في القاعة الشامية بالمتحف الوطني صباح أمس بحضور حشد من الفعاليات الرسمية والثقافية والفنية والتاريخية والروحية وخبراء الاثار بالإضافة الى الإعلاميين والمهتمين.
وتهدف الفعالية بحسب الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة إلى إلقاء الضوء على حضارة معلولا وما تمثله للإنسانية جمعاء من مكانة تاريخية وروحية والتوثيق بالصورة والكلمة والوقائع لما حدث فيها من ارتكابات مشينة نالت من نسيجها العمراني واثارها التاريخية والتأكيد على أن مديرية الاثار ستضع كل إمكاناتها الفنية والتوثيقية والترميمية في خدمة إعادة تأهيل هذه الأماكن التاريخية بالتعاون مع محافظة ريف دمشق والإدارة المحلية وكل المشاريع التي سخرت لها أموال كبيرة.م1
وشددت في تصريحات للصحفيين على أن تشابك الأيدي بين المجتمع الأهلي في الداخل والخارج والجهات الرسمية سيوءتي ثماره لكن الأمر بحاجة إلى صبر وأناة فهذه مدينة ليست ككل المدن وأبنيتها ليست ككل الأبنية لذلك علينا أن نتأنى في إعادة ترميمها وتأهيلها لتعود كسابق عهدنا بها مضيئة نيرة .. أما بالنسبة للمطالب فهي ستعود الى الجهات المعنية وستتم متابعتها.
وعن الأيقونات المسروقة قالت الدكتورة مشوح.. ان هناك الكثير من الايقونات التي لم يكن الارهابيون يعلمون قيمتها فحرقوها بدافع من حقد أعمى وجهل هدام ولذلك من الصعب جدا إعادة ترميمها وإن كان من الممكن ترميم البعض منها ولكن بخبرات عالمية نفتقر اليها اليوم والبعض الآخر سرق كما سرقت لقى أثرية ومقتنيات الأديرة ومتاحف الكنائس والمعابد وهذا ما ستتم متابعته.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن موازنة الدولة خصصت مبالغ لإعادة إعمار معلولا لما لها من خصوصية تاريخية وبالتالي هي بحاجة إلى أياد فنية خبيرة لترميمها وفق دراسات ووثائق تاريخية ومهارات فنية عالمية وبالتالي الكلفة العينية والبشرية عالية جدا كما بدأت الدولة بوضع دراسات لإقامة صندوق لإعادة تأهيل آثار معلولا يستقبل معونات المجتمع الأهلي والمنظمات العالمية.
من جانبه قال حسين مخلوف محافظ ريف دمشق في مداخلة له..إن شجون معلولا دفعته للحديث في هذه الفعالية فأكد أن لدى الحكومة برنامجا متكاملا لاعادة معلولا ايقونة تاريخية أثرية مقدسة بتضافر جهود الأهالي والحكومة والمرجعيات الدينية مشيرا الى تخصيص ثلاثمئة مليون ليرة لترميم وتأهيل واعادة البنى التحتية اضافة الى ما أقرته الحكومة من تعويض الأضرار لكل مواطن في معلولا.م2
وتحدث الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف عن أهمية مدينة معلولا لما تحتضنه من اثار متنوعة تمتد من العصر الحجري إلى العصر الحديث موضحا أنه كان لمعلولا مساهماتها في الحضارة الإنسانية وعلى صخورها كتبت صفحات العزة والمجد كما أن البلدة نالت نصيبها من بركات السيد المسيح ومر فيها بولص الرسول والى مغاورها لجأت شهيدة المسيحية الأولى القديسة تقلا.
وأضاف عبد الكريم.. إن بيوت معلولا الحالية الواقعة على منحدر صخري تتوضع فوق بعضها بشكل متدرج في مشهد يعكس الحب والوئام والألفة بين سكانها.. وفي سبيل الحفاظ على معلولا سجلت مديرية الاثار والمتاحف البلدة القديمة على لائحة المواقع الوطنية الأثرية وستعمل الان على تسجيلها في القائمة الدائمة نظرا لما تتمتع به من مقومات توءهلها بجدارة لتكون على هذه القائمة ومن أهمها اللغة الارامية التي تكلم بها السيد المسيح ومازال سكان معلولا الوحيدين في العالم الذين يتكلمون بها.
وقال المدير العام للاثار والمتاحف..ان موضوع التعدي على المواقع الأثرية والتراثية في سورية ومن ضمنها معلولا كان محور عدد من الاجتماعات الدولية اخرها الاجتماع الذي نظمته منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/ في باريس الشهر الماضي مشيرا الى أن الدمار المأساوي الذي لوثها نال من جميع مكوناتها لكنه لم ينل من ارادة أهل معلولا وسيكون دافعا لهم ليجعلوا بلدتهم أكثر إشعاعا وأعظم شأنا.
وتركزت مداخلة المهندسة لينا قطيفان رئيسة دائرة المواقع الأثرية المسجلة على لائحة التراث العالمي على الموءهلات التي تمتلكها معلولا لتسجيلها على قائمة التراث العالمي لكونها مسجلة على اللائحة التمهيدية لليونسكو منذ عام 1999 .م3
وأوضحت قطيفان أن موءهلات معلولا لم تقتصر على الميزات المحلية بل تجاوزتها الى الميزات الدولية وأهمها أن معلولا نموذج للاستيطان البشري منذ الاف السنين ومازالت الحياة مستمرة فيها حتى الان والمعيار الثاني انها تحمل اثار حضارة مازالت حية واللغة الارامية مازالت موجودة فيها إضافة الى الشواهد من الفترة البيزنطية كالكنائس والأديرة وحياة القديسين الذين سكنوا المنطقة .. كل هذا يوءهلها لتكون على المستوى الدولي منارة تكمل قصة سورية.
أما مدير المباني نظير عوض فتطرق الى أول قرارات تسجيل معلولا على لائحة التراث الوطني وترشيح معلولا للتسجيل على لائحة التراث العالمي واستعرض أقدم وثائق التسجيل لمعلولا في الأرشيف مع بعض الصور والدراسات واهتمام المديرية العامة للاثار والمتاحف منذ عام 1953 في تسجيل معلولا والعناية بها والحفاظ عليها ودور المجتمع المحلي الذي يعي أهمية هذا الصرح وكيف تطور قرار التسجيل الى أن طال كل المعالم الأثرية في البلدة.م5
ولفت الى أن أهم القرارات هو ما صدر عامي 1966 و1967 وفي السنوات الأخيرة صدر قرار شامل طال كل المواقع الأثرية والعمرانية في معلولا يحوي مجموعة من الضوابط الفنية وضوابط استخدام الزراعة والخدمات وهي تصب في اطار المعايير الدولية للحفاظ على مواقع بهذا العمق التاريخي والروحي.
وبعد عرض صور ملتقطة لمعلولا توثق الخراب والدمار الذي طال بيوت البلدة وأديرتها وكنائسها ونهب كنوزها قدم الدكتور محمود حمود مدير اثار ريف دمشق عرضا موجزا لتاريخ معلولا المتخمة بالاثار والأوابد والكنوز الأثرية مشيرا الى أن بعثات التنقيب منذ عام 1999 حتى الان اكتشفت مئات الكهوف والمواقع التي سكنت منذ خمسة الاف عام كما أن اللغة الارامية كانت لغة أساسية دولية وهذا ما يوءكده اكتشاف نقوش بهذه اللغة في روسيا وايران وتركيا وغيرها.
وتحدث الدكتور حمود مستعينا بشاشة العرض عن حجم الخراب والدمار الذي حل بالأماكن الأثرية والدينية بالبلدة اذ تم حرق دير سركيس ومزار وضريح القديسة تقلا وكنيسة لاودوس وفي احدى الكنائس جمعوا المقاعد وأحرقوها ونبشوا قبور القديسين بحثا عن الذهب والنفائس وقذفوا بالرفات والعظام بعيدا عن المدفن كما تعرضت الرسوم الجدارية لأذى كبير وتم تدمير التماثيل المنحوتة في الصخور على طريقة طالبان اضافة الى تدمير الجامع في البلدة.
وتحدث الدكتور طلال معلا عن البلدة في عيون الفنانين من خلال ست لوحات لمعلولا تم عرضها في القاعة الشامية احداها من مقتنيات الفنان طلال عقيلي رسمها الفنان الراحل فاتح المدرس ولوحة للفنان ميلاد الشايب والباقي من مقتنيات المتحف الوطني.
وأشار الأب مكاريوس قلومة الى الأهمية الروحية لمعلولا التي بدأت بشارة الإنجيل تنتشر فيها منذ العصور الأولى للمسيحية ما جعلها موقعا مهما من مواقع الحياة النسكية في سورية والتي انتشرت على روءوس الجبال ومنها دير مار موسى الحبشي.
كذلك تحدثت المرممة ندى سركيس عن أيقونات معلولا بينما قدم الشاعر طعان تجرة مشاركة شعرية من وحي البلدة وتاريخها وعرض الفنان فرج شماس صورا ضوئية التقطها للبلدة قبل الأزمة اضافة لصورة سيدة تصعد بين الصخور حاملة معها ايمانها وقدمت خلال الفعالية مجموعة من الفتيات تراتيل باللغة الارامية لجوقة كورال معلولا.
سلوى صالح