الشريط الإخباري

نواة “السنتر”-تشرين

كيف بدأ الاستثمار السياسي لكلّ المعطيات المتعلّقة بما يجري على ساحة المنطقة العربية بعامة؟

إذا نظرنا إلى الميدان الفلسطيني، وما يجري فيه من أحداث متلاحقة ومقاومة عنيدة للاحتلال، وبخاصة بعدما صارت «إسرائيل»، تنظر إلى تراكم الزخم النضالي على الأرض الفلسطينية، من منظار مايجري من انتصارات يحققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين وتناسبه طرداً معها، ولاسيما بعد مشاركة الحليف الروسي في العمليات العسكرية الجوية بالتنسيق مع الجيش العربي السوري.. «إسرائيل» التي كانت المغذي الرئيس لكل المخططات التقسيمية المبيّتة للمنطقة والمستفيد الأول منها، متحالفة مع أقطاب المؤامرة على سورية، وأولهم آل سعود ذراع أميركا الذي يفتك بالمنطقة، ويعبث بمصائر شعوبها، والذين قدموا «لإسرائيل» أكثر بكثير بما كانت تحلم وتخطط له، وتسعى إلى القيام به، لاشك في أننا سندرك أن هناك تعويضاً مهمّاً على إدارة الرئيس أوباما دفعه إلى «إسرائيل»، وهو ما بات يُعرف برأب الصدع مع يهود الولايات المتحدة، وفي توقيت مناسب تدرك فيه «إسرائيل» أن عليها أن توجّه في اتجاه المجموعات اليهودية التي دعمت إدارة الرئيس أوباما، ووقفت إلى جانبه.. وكما ذكرنا سابقاً، فإن هذه المجموعة تعرّف عن نفسها بأنها يهودية وصهيونية، وهنا لابد من إصلاح هذا الصدع، وبخاصة بعد الانتفاضة الفلسطينية والسياسات الإسرائيلية التهويدية الممنهجة التي تمارس بحق البلدة القديمة في القدس المحتلة.. وعندما يتساءل سائل، ما معنى قرار «عربسات» حجب بثّ قناة مقاومة، عرفت بأنها صوت الحق، وبالموضوعية في التغطية الإعلامية، ولها باع طويل في ممارسة الإعلام الصحيح ونشر الفكر التنويري والمقاوم لثنيها عن متابعة مسيرتها الإعلامية؟

فمن المؤكد أنه مطلب إسرائيلي بلسان سعودي يحرّكه عقم أخلاقي وفكر مجرثم بالجهل والظلامية بسبب ما كانت، ومازالت تقدمه هذه القناة المقاومة من كشف حقيقي، من خلال تغطيتها الموضوعية لأحداث فلسطين، عن عمق المخططات الإسرائيلية التي ستطول القدس، في غمرة الانهماك والانشغال العربي بما يجري على أراضي الدول المجاورة لفلسطين، ولاسيما سورية الداعمة لخط المقاومة، بل الحلقة الأساسية فيه وهنا يمكننا القول: إن قناة «الميادين» تدفع ثمن مواقفها الداعمة للمقاومة، كما دفعته بعض القنوات المواكبة على نحو مسؤول لم يثنها عن المضي في تغطية الأحداث وتعرية الحقائق والإرهاب الذي بات يهدد الأرض العربية بعامة، بعد أن طال بلدغاته القاتلة الأرض السورية بخاصة، وفتح أعين المشاهد، عندما تضع أمامه الحقيقة «لايف» ناصعةً، منقولةً، وناقلة للحدث كما هو.

وعندما تقول الدولة السورية إن اتجاه بوصلة العرب يجب أن يكون فلسطين وعيونهم نحو تحريرها على الرغم من جراحها التي سببها إرهاب تكفيري وهابي وعربدة مرتزقة جاؤوها من كل أصقاع الأرض، فإنما هي تؤكد على ثبات مواقفها من القضية الفلسطينية التي تعدها خطاً أحمر لا يجوز المساس به أو الاقتراب منه، وأن استرجاع جميع الحقوق الفلسطينية يجب أن يكون قضية العرب القومية والمركزية الكبرى.

من هنا، كان لزاماً على كل مَنْ يعرف للعروبة معنى، أن يدرك أن اتجاه بوصلته هو فلسطين، كما حددت القيادة السورية تماماً، على الرغم من الدم الذي دفعته سورية، وما زالت تدفعه نيابةً عن الوطن العربي بعامة… سورية التي كانت السياج الحامي لعدم تدحرج كرة التآمر والتقسيم أكثر فأكثر، بعدما طالت هذه الكرة بحجة نشر «الديمقراطية» أغلب الدول، من تونس إلى العراق، فليبيا، واليمن التي مازالت تستعر بنار ضربات آل سعود الوحشية.

كرة النار الملتهبة التي صنعها الغرب واللوبي الصهيوني بغية إحراق المنطقة وتغيير معالمها خدمةً «لإسرائيل» التي تعمل على استعارها مع حلفائها في المنطقة الذين صارت لهم «اسرائيل» أمّاً حنوناً، معتقدين أنها القادرة على حماية عروشهم من الزوال، ومتناسين أن الشعوب هي وحدها القادرة على قلب كل المعادلات، وبناء الاستراتيجيات، سترتدّ عليهم، وانتفاضة شعب فلسطين الآن ماهي إلا مؤشر على أن إرادة المقاومة تصنع المعجزات، ولن تستطيع أيّ عقبات الوقوف في طريق طالبي السيادة والحق واحترام حق الإنسان في ظل احتلال يجثم على الصدور، ويخطط للتمدد والسيطرة على المنطقة كاملةً، عبر خلق دول ضعيفة على أسسٍ مذهبية وإثنية، مقسِّمة مشرذمة، لا تشكل وزناً يذكر أمام «التفوق الإسرائيلي»، وهو يضع نواة «الدولة» اليهودية، في مركز «السنتر» الفلسطيني، لتبني عليه كل أطماعها وأحلامها القادمة وأهدافها المستقبلية!!.

د. رغداء مارديني

انظر ايضاً

تعادل تشرين والفتوة في الدوري الممتاز لكرة القدم

اللاذقية-سانا تعادل فريقا تشرين والفتوة بهدفين لمثلهما في المباراة التي جرت بين الفريقين على أرض …