الشريط الإخباري

مثلث الإرهاب.. تصعيد ينبغي مواجهته-بقلم: عبد الرحيم أحمد

التصعيد الجديد من مثلث الإرهاب الأميركي الإسرائيلي التركي ضد سورية يأتي كمرحلة جديدة في الحرب الإرهابية التي تقودها واشنطن ضد سورية وشعبها، فبعد سنوات من فشل الأدوات الإرهابية والتدخل العسكري المباشر والحصار الجائر في تركيع سورية وفرض الشروط السياسية عليها، تحاول ماكينة الإرهاب العالمية الانتقال إلى مرحلة جديدة مستغلة انشغال موسكو في حربها ضد النازية الجديدة في أوكرانيا.

الولايات المتحدة التي تمتلك وكالة حصرية بتشغيل تنظيم داعش الإرهابي من خلال قاعدتها الاحتلالية في التنف، تحركه ساعة تشاء وكيف تشاء لشن هجمات ضد الجيش العربي السوري ومناطق سيطرة الدولة، تعمل اليوم ومع بروز أزمة اقتصادية عالمية من جراء الحرب في أوكرانيا لإعادة الضغط على الحكومة السورية من بوابة الاقتصاد إلى جانب تقديم دعم إضافي لميليشيا “قسد” الانفصالية في محاولة لتحقيق ما فشلت فيه حتى اليوم في تقسيم سورية وتفتيتها.

إن قرار الإدارة الأمريكية باستثناء المناطق التي تسيطر عليها قواتها وميليشيا “قسد” من عقوباتها الاقتصادية التي تفرضها ضد الدولة السورية والسماح بقيام أنشطة اقتصادية فيها يتجاوز في مفاعيله الأبعاد الاقتصادية إلى أبعاد وتداعيات سياسية عدوانية تهدف إلى تكريس حالة انفصالية شاذة، وهو من أخطر قرارات الإدارة الأميركية لذلك ينبغي مواجهته بقوة وإسقاطه مهما كلف الأمر.

اللافت أن القرار الأميركي الذي يشكل انتقالاً لمرحلة جديدة من الحرب جاء بالتزامن مع تصعيد النظام التركي عبر أذرعه الإرهابية في ريف حلب الغربي والاعتداء على حافلة مبيت أسفر عن استشهاد عشرة من قوات الدفاع المحلي وجرح 9 آخرين، ليكشف عن تنسيق بين أطراف مثلث الإرهاب العالمي لزيادة منسوب الضغط على الدولة السورية في ظل المستجدات الدولية وانخراط موسكو في حرب ضد النازيين الجدد وحلف الناتو على الأرض الأوكرانية.

التصعيد التركي يأتي ضمن سياق خطط استعمارية وقحة يقودها نظام أردوغان لإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي يحتلها جيشه في شمال وشمال غرب سورية عبر تهجير أهالي تلك المناطق وإحلال الإرهابيين وعائلاتهم مكانهم وكذلك إعلانه قبل أيام عن ترحيل مليون لاجئ إلى تلك المناطق ضمن مخطط التغيير الديمغرافي الذي يشكل جريمة حرب موصوفة.

غير أن مشهد التصعيد الإرهابي والتنسيق الإجرامي بين ثلاثي الإرهاب لم يكتمل إلا مع العدوان الجوي الإسرائيلي قبل أيام على المنطقة الوسطى، حيث تصدت وسائط دفاعنا الجوي للعدوان وأسقطت معظم الصواريخ المعادية وأحبطت مخطط العدو في تحقيق أهدافه.

على مدى سنوات الحرب الإرهابية الإحدى عشرة واجهت سورية موجات وموجات من التصعيد الإرهابي وكانت قوى الإرهاب أكثر قدرة على الأرض السورية، لكن سورية وجيشها وشعبها لم تستكن أو تضعف بل واجهت بقوة وعزيمة وإيمان مثلث الإرهاب العالمي وكسرت مخططاته على أسوار مدينة حلب ودمشق ودير الزور ودرعا واستطاعت أن تقطع أذرعه الإرهابية وتطهر مناطق واسعة منها، وهي اليوم مصممة أكثر من أي وقت مضى على مواجهة مخططات مثلت الإرهاب الجديدة ودحرها بعزيمة أبناء شعبها وبسالة جيشها وتضحياته.

فمهما تجبر الاحتلال واستطال ومهما استخدم من أدوات وأذرع فلن يستطيع أن يستمر، هكذا أثبتت تجارب التاريخ مادام الشعب يقاوم، والأخبار التي تتوارد من الجزيرة السورية عن عمليات القوات الشعبية ضد المحتل الأميركي وضد ميليشيا “قسد” هي مجرد بداية لن تكون نهايتها إلا بخروج المحتل وعودة الجزيرة إلى سيطرة الدولة وتحت علمها الوطني.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

نقل الحرب إلى داخل روسيا لمصلحة من؟… بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم تكن المحاولة الأوكرانية استهداف مبنى الكرملين بطائرات مسيرة مطلع شهر أيار الجاري محاولة جديّة