الشريط الإخباري

موز ومياه معدنية وتدخل إيجابي!!- بقلم: عبد الرحيم أحمد

لاننكر على السورية للتجارة ومن خلفها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك دورها الإيجابي في تأمين بيع السكر والرز والشاي للمواطنين بسعر مدعوم من خلال البطاقة الإلكترونية وتخفيف الأعباء عن الفلاحين من خلال استجرار بعض محاصيلهم، ولسنا هنا في صدد الدفاع عنها أو الهجوم عليها من جراء تأخر وصول الرسائل أو حتى مسألة التسوس في مادة الرز، لكن السؤال الذي يطرحه المواطن اليوم: هل انتهت السورية للتجارة من تأمين المواد الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة حتى تتحرك للتدخل الإيجابي في الموز والمياه المعدنية؟

قد يكون من واجب السورية للتجارة التدخل الإيجابي في كل ما من شأنه الحد من ارتفاع أسعار المواد في الأسواق، لكن معظم المواطنين الذين وُجدت فكرة التدخل الإيجابي من أجلهم يقولون: إن الموز والمياه المعدنية آخر ما يفكرون بشرائه وخصوصاً في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية والتي بدأت تغيب عن طبق الأسرة السورية.

فليس هناك من أسرة سورية مجموع دخولها الشهرية 200 ألف ليرة سورية يمكن أن تفكر بشراء الموز بسعر الكيلو 10 آلاف ليرة ولا حتى المياه المعدنية بسعر الطرد 6 عبوات بمبلغ ثلاثة آلاف ومئة وخمسين ليرة أو أربعة آلاف لطرد من العبوات الصغيرة إلا في حالات الحاجة الطبية وهي نسب قليلة والحمد لله، وتكتفي غالبية الأسر السورية بشرب مياه الصنبور حامدةً شاكرةً الله على نعمة المياه.

ويتساءل المواطنون: لماذا لا تتدخل السورية للتجارة إيجابياً بتأمين قائمة المواد الأساسية من البيض والبطاطا والبصل وحليب الأطفال والأجبان والبرغل والحمص والعدس وزيت الزيتون والسمن بأسعار مدعومة أو بأسعار الكلفة من المنتج إلى المستهلك بدون حلقات وسيطة، مايسهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطن الذي يعاني ضائقة اقتصادية كبيرة من جراء تداعيات الحرب والحصار؟.

جميل أن السورية للتجارة دخلت منافساً في تأمين اللوازم المدرسية من لباس وحقائب ودفاتر وغيرها وإن كانت هناك ملاحظات كثيرة على نوعية المواد، لكنها بطبيعة الحال كانت منفذاً للأسر الأشد احتياجاً غير القادرة على شراء النوعيات الجيدة بأسعار عالية، وعلى السورية أن تواصل تدخلها في هذا الجانب طوال العام وليس في الشهر الأول من المدرسة وينتهي دورها فالاحتياجات المدرسية تستمر على مدار العام وخصوصاً الدفاتر والأقلام.

ومن المفيد أيضاً تذكير السورية للتجارة بأن قيامها بطرح مادة السكر بسعر أقل من السوق لحاملي البطاقة الإلكترونية بدون انتظار الرسائل أمر جيد، لكنْ المواطنون يسألون: لماذا لا توفره أولاً عبر الرسائل إذا كان لديها كميات كافية من السكر؟، وبعد الانتهاء من بيعه عبر الرسائل فلتوفره بالطريقة التي تبيعه بها اليوم وبأقل من أسعار السوق.

البطاقة الإلكترونية هي بلا شك طريقة جيدة لضبط البيع بأسعار مدعومة أو بسعر الكلفة للأسر الأشد احتياجاً ومنع الاتجار بالمواد التي يتم بيعها من منافذ السورية، وإذا ما فكرت السورية للتجارة بقائمة حاجيات الأسر السورية الأكثر احتياجاً فإنها ستبتعد بلا شك عن التفكير ببيع الموز والمياه المعدنية وتلجأ إلى التفكير بمنطق تلك الأسر وتتحرك وفق أجندة الاحتياجات الأساسية الدائمة والموسمية كي ترتقي إلى القيام بدورها الصحيح وتدخلها الإيجابي الحقيقي.

انظر ايضاً

نقل الحرب إلى داخل روسيا لمصلحة من؟… بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم تكن المحاولة الأوكرانية استهداف مبنى الكرملين بطائرات مسيرة مطلع شهر أيار الجاري محاولة جديّة