الشريط الإخباري

تفضحه الأفعال وزلات اللسان- بقلم: عبد الرحيم أحمد

لا يترك رئيس النظام التركي مناسبةً إلا ويحاول استغلالها لتبييض صفحته والتبرؤ من الجرائم التي يرتكبها نظامه ضد دول الجوار وشعوبها، سواء في سورية أو في العراق، مستخدماً الخطابات المنمقة التي غالباً ما تفضحها أفعاله وزلات لسانه في لحظات الانفعال الخطابية.

في الأمس عبّر أردوغان بكل صدق عن نواياه الخبيثة تجاه سورية وعن حقيقة سياساته التي ينتهجها منذ عشر سنوات ونيف ضد جارة تركيا الجنوبية عندما فضحته زلة لسانه خلال إدلائه ببيان في منتدى أنطاليا الدبلوماسي وفق صحيفة زمان التركية التي نشرت أن أردوغان قال بالحرف: “لم نحصل على ما توقعناه من المجتمع الدولي في جهودنا لزعزعة استقرار سورية”.

لا شك في أن زلات اللسان -وفق علم النفس- هي مرآة تكشف أفكاراً أو أمنيات دفينة في اللاوعي وهي الأكثر تعبيراً عن دواخل الشخص مما يعكسه سلوكه الواعي، وهنا تشكل زلة اللسان أصدق تعبير عما يفعله ويخطط له رئيس النظام التركي في الغرف المغلقة على مدى سنوات.

زلة لسان أردوغان تنسجم قطعياً مع سلوكه وتصرفات نظامه ضد سورية، فمنذ بداية الأزمة فيها كان رأس الحربة في تمرير الإرهابيين عبر الحدود إلى الداخل السوري وفي تمويلهم وتدريبهم في معسكرات أقامها في المناطق الحدودية، وهذا ما كشفته الصحافة التركية وبعض مسؤولي نظامه السابقين وأعضاء المافيا التي استخدمها لتنفيذ سياساته العدوانية.

يتبجح أردوغان اليوم باستضافة تركيا لملايين اللاجئين السوريين، لكن تفضحه تصرفاته التي كشفتها سنوات من الابتزاز المالي والسياسي لأوروبا والمجتمع الدولي للحصول على أموال مقابل إبقاء اللاجئين داخل حدوده وعدم دفع مئات الآلاف من اللاجئين باتجاه أوروبا كما فعل مع جارته اليونان، كما تفضحه زلات لسانه عندما يقول: إنه عمل على زعزعة استقرار سورية على أمل الحصول على دعم دولي.

يتحدث رئيس النظام التركي بشكل متكرر عن وحدة الأراضي السورية وعن الواقع الإنساني للمهجرين، في حين يعمل ليل نهار على الاستيلاء على مناطق جديدة من الأراضي السورية قرب الحدود الشمالية وتغيير معالمها الجغرافية والسكانية وتهجير سكانها وتتريك المنطقة وأسماء شوارعها.

ليس هذا فحسب بل يقوم النظام التركي خلال السنوات الأخيرة بسرقة حصة سورية والعراق من مياه الفرات ودجلة، الأمر الذي أدى الى تدمير محاصيل مئات الآلاف من الفلاحين على طول مجرى النهرين والتأثير بشكل كارثي على الإنتاج الزراعي في البلدين كما يقوم بقطع مياه الشرب عن نحو مليون سوري في مدينة الحسكة ومحيطها بشكل متكرر، الأمر الذي يستوجب محاكمة هذا النظام أمام المحاكم الدولية.

أفعال أردوغان وسياساته تفضحه أمام المجتمع الدولي وأمام العالم، وما كشفته زلات لسانه أو فضحته روايات مسؤوليه السابقين هي دلائل إضافية تعزز صورة هذا النظام كراعٍ للإرهاب وداعم له وتستوجب من دول المنطقة والعالم التصرف بشكل منسق وموحد لوضع حد لتصرفاته وأطماعه التوسعية التي تشكل بؤرة للتوتر والحروب المستقبلية في المنطقة والعالم.

يقال: إن زلة القدم أهون من زلة اللسان، ونقول: إن زلة اللسان تعبير صادق عن نوايا مبيتة وأفكار يغالب المرء عادة من أجل إخفائها.

انظر ايضاً

نقل الحرب إلى داخل روسيا لمصلحة من؟… بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم تكن المحاولة الأوكرانية استهداف مبنى الكرملين بطائرات مسيرة مطلع شهر أيار الجاري محاولة جديّة