الشريط الإخباري

الجامع النوري الكبير في حمص.. نقوش كتابية تعود إلى العصر الروماني

حمص- سانا

شغلت النقوش الكتابية في الجامع النوري الكبير بحمص الباحثين منذ أمد طويل حيث كان أول من تحدث عنها قسطنطين بن الخوري داوود في مخطوطه “تواريخ مدينة حمص العدية داخلاً وخارجاً” سنة 1862 لتشغل بعدها بال عدد من الباحثين والمستشرقين حتى وقتنا الحاضر.

ويظهر النقش الروماني الذي لا يزال موجودا في الجامع إجابات حول ما إذا كان موقع جامع حمص الكبير هو ذاته معبد الشمس.

ويرى الباحث عبد الهادي النجار أن هذا الجدل حول هوية هذا النقش الروماني الفريد الذي يمتد أيضا الى النقوش الكتابية الإسلامية المتبقية في أرجاء الجامع والتي تعود في مجملها إلى الفترة المملوكية إذا ما تجاوزنا الكتابات المعاصرة على المنبر وفي مواضع أخرى من الجامع.

ولفت إلى أن ضياع النقوش التي توثق الحقبة ما بين الرومية والمملوكية يرتبط بلا شك بالخراب الكبير الذي طال الجامع بسبب الحروب والزلازل وخاصة زلزال سنة 1169 م الذي ألحق به دمارا واسعا واتبعته عملية ترميم شاملة في عهد نور الدين الزنكي 1174.

ويشير النجار إلى ما اقترحه عالم الآثار المعروف ويليام وادينغتون سنة 1894 بأن الجامع الكبير في حمص هو في جزء منه كنيسة مسيحية قديمة احتوت بدورها على بقايا معبد وثني ومن الممكن أن يكون هذا المكان هو موقع المعبد العظيم للشمس الذي كان الإمبراطور الروماني إلجابالوس رئيس كهنة فيه في نهاية العقد الأول من القرن الثالث الميلادي.

ويورد وادينغتون رأيه هذا في موسوعته الخاصة بالنقوش الكتابية اليونانية واللاتينية في سورية التي صدرت سنة 1870 تعقيبا على النقش الروماني كما يؤكد على ذات الرأي هنري هايمن أستاذ اليونانية القديمة أن هذا النقش يخص إله الشمس في حمص.

وتشمل هذه الآراء وفقا للنجار نقوشا كتابية أخرى في الجامع تعود إلى عهود تاريخية مختلفة منها نقش كتابي يوناني على قاعدة عمود وآخر كوفي ونقش كتابي دائري على محراب الجامع ونقوش متعددة التواريخ.

تمام الحسن