الشريط الإخباري

مؤتمر اللاجئين في دمشق-بقلم عبد الرحيم أحمد

 تدّعي الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية أنها تدعم الحل السياسي في سورية وتدّعي أيضاً تقديم المساعدات للشعب السوري للتخفيف من آثار الحرب التي تتعرض لها سورية وشعبها منذ عشر سنوات في الميدان والاقتصاد والسياسة.

وفي كل يوم يطالعنا المسؤولون الغربيون في واشنطن والعواصم الأوروبية بالحديث عن دعم الحل السياسي في سورية بالتوازي مع إعلانهم تجديد أو تمديد أو تشديد مافرضوه من عقوبات أحادية وحصار غير شرعي ضد الشعب السوري، وضد كل من يحاول من دولٍ وشركات مد يد العون لسورية سواء في الاقتصاد أم في إعادة الإعمار.

فهل تتخيل تلك الدول أن الشعب السوري ومعه شعوب العالم سوف تصدق هذا النفاق الذي تكشّف وانفضحت مخططاته على مدار يوميات الحرب وسنواتها؟ الكل بات يعلم في سورية وخارجها أنه لايمكن أن تكون داعماً للحل السياسي، وفي الوقت نفسه تدعم الإرهابيين وتفرض العقوبات وتمنع إعادة الإعمار وعودة اللاجئين والمهجرين.

بالأمس أعلن وزير الخارجية وليد المعلم خلال لقائه المبعوث الأممي غير بيدرسون في دمشق أن سورية تعتزم عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين يومي ال11 و ال12 من تشرين الثاني المقبل، لكن قبل الإعلان رسمياً عن المؤتمر كانت الولايات المتحدة تعبر عن معارضتها عقد هذا المؤتمر الذي سمعت عنه، بل وتعمل عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو على تحريك أدواتها لعرقلة انعقاده.

نحن نعلم أن الولايات المتحدة ومعها أداوتها في المنطقة تستخدم اللاجئين السوريين كورقة ضغط وابتزاز سياسي ومالي، وبات معروفاً للجميع استغلال النظام التركي لورقة اللاجئين في بازاراته مع الاتحاد الأوروبي للحصول على الأموال، وفي حال عودة هؤلاء اللاجئين سوف تخسر تلك الدول ورقة الضغط السياسي والابتزاز المالي وهذا ما لا تريده.

من يسمع تصريحات المسؤولين الغربيين عن دعمهم عودة آمنة وطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم يستغرب سبب استماتتهم في عرقلة عودة هؤلاء اللاجئين وأي مسعى في هذا الاتجاه سواء كان عبر مؤتمر دولي أم عبر عودة طبيعية فردية، هذه الاستماتة تشكل سياسة غربية تستثمر في أوجاع اللاجئين وتتحكم بمصيرهم بغية استغلالهم في أي مفصل سياسي قادم لخدمة أجندات تلك الدول ومخططاتها الدنيئة في سورية.

من يدعم الحل السياسي في سورية عليه أن يدعم المبادرات والجهود الرامية للمساعدة في عودة اللاجئين إلى وطنهم ومنازلهم عليه أن يتوقف عن دعم الإرهاب وسحب قواته المحتلة من مناطق وجودها في الشمال والشرق السوري، وعندها فقط يحق له أن يتحدث عن دعم الحل السياسي الذي يتطلب أرضية سياسية واقتصادية مناسبة يصنعها السوريون بعيداً عن سياسة الإملاءات الخارجية.

السوريون لم يصدقوا واشنطن يوماً ولن يصدقوها، سوى فيما تقوله دعماً لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل الأرض العربية أو دعماً للمجموعات الإرهابية والنزعات الانفصالية في سورية، وغير ذلك، يدرك السوريون أن عليهم مواجهة المخططات الأميركية المعلنة منها والمخفية كي يستعيدوا أمنهم وأمانهم ويعيدوا إعمار وطنهم.

انظر ايضاً

نقل الحرب إلى داخل روسيا لمصلحة من؟… بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم تكن المحاولة الأوكرانية استهداف مبنى الكرملين بطائرات مسيرة مطلع شهر أيار الجاري محاولة جديّة