الشريط الإخباري

شهرا تشرين والأمثال الشعبية الحورانية

درعا-سانا

لم تأت الأمثال الشعبية القديمة من فراغ بل نتيجة تجارب وأحداث مثلت جوانب مختلفة من حياة الناس وتناقلتها الأجيال لتعكس لنا صوراً عن طبيعة حياتهم وخبرات قد تصلح لكل زمان.

ورغم قلة الذين يستخدمون الأمثال ما زال وقعها طيباً على الأنفس فهي تدخلها دون استئذان ولا سيما التي ترتبط بأشهر السنة فهي توجز حكم الحياة وتجاربها.

وتتشابه الأمثال في مختلف المناطق السورية بمضمونها وإن اختلفت بألفاظها ففي حوران جعل لكل شهر مثلاً يعرف به وخص شهرا تشرين الأول والثاني بمجموعة كبيرة من الأمثال وفق الباحث في تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية نضال شرف.

وذكر شرف لـ سانا سياحة ومجتمع أن من الأمثال الشعبية التي قيلت في شهر تشرين الأول (برد تشرين أحد من ضرب السكين) أو (برد تشرين بقطع المصارين) أو (في تشرين الهوا الشرقي عقيم والغربي رحيم) في إشارة إلى تقلب المناخ وحلول البرد مكان الدفء وخاصة في الفترة الليلية ما يستوجب على الفرد أن يغلق النوافذ ليلاً ويضع الأغطية المناسبة درءاً للأمراض.

أما المثل الحوراني حول تشرين الثاني فتطرق وفق شرف إلى تقلبات المناخ وتساقط أوراق الأشجار ونزول المطر فقيل (تشرين الثاني ببرد الحجر وبهر ورق الشجر) و (تشرين ثاني ما في للمطر أمانة) و (برد تشرين توقاه وبرد الربيع تلقاه) في دلالة على بدء نزول المطر في أوقات يعتقد أن المطر صعب الهطول فيها.

وأشار شرف إلى أن المثل الشعبي الحوراني حث على صيانة البيوت قبل شهري تشرين وتأمين مؤونة الشتاء حيث يقول المثل (في تشارين أمن المونة للشتوية) و (صون بيتك بتشرين قبل الشتوية) مبيناً أن في شهري تشرين دعوة للفلاح لتجهيز أدوات الزراعة استعداداً لانطلاقة الموسم الجديد فقيل في المثل الشعبي (بتشارين جهز عودك وفدانك يافلاح).

وأضاف أن الأمثال في شهري تشرين لم تغفل عن بعض الفواكه المحببة للفرد وخاصة العنب والتين اللذين ينضجا في هذه الفترة وتكتمل فيهما الطعمة والمذاق فقيل في المثل الشعبي (تشرين أبو العنب والتين) و (اللي ما شبع عنب وتين بيشبع من مية تشرين) و (آخر تشرين بتودع العنب والتين).

وأوضح الباحث شرف أن شهر تشرين يجسد حال فصل الشتاء إذا ما كان بارداً فيحث المثل الفلاح على إدخال مواشيه إلى الحظائر فيقول المثل بهذا الخصوص (بتشارين بصير وحل وطين) و(بأول تشارين ضب بقراتك يا مسكين).

وختم شرف أن المثل الشعبي وصف قمر تشرين والجو المشمس الذي يحل ما بين شهري تشرين الأول والثاني بالقول (بين تشرين أول وتشرين ثاني صيف ثاني) و (ما في أصفى من قمر تشرين وأعتم من غيم كانون).

قاسم المقداد