الفنان حسان حرفوش… تجربة تشكيلية تجاوزت الثلاثين عاماً

دمشق-سانا

تجربة فنية تشكيلية تجاوزت الثلاثين عاماً في تطوير مستمر وأفكار متجددة ومزج في العمل الواحد بين النحت والتصوير الزيتي نجدها عند الفنان حسان حرفوش الذي يستنبط أفكاره الفنية من الماضي والحاضر باتجاه المستقبل.

الفنان حرفوش أوضح في حوار مع سانا الثقافية أن التداخل بين الفنون في أعماله جاء لإيمانه بأن الفن المعاصر أصبح مزيجاً للكتلة والفراغ والخط واللون والصوت والضوء مبيناً أنه يمزج بين الرسم النحت والموسيقى لقناعته بأن اللوحة تتكامل مع الخط واللون وأن اللوحة والمنحوتة يجب أن تتكلما ولأجل ذلك يغني ويعزف خلال قيامه بالرسم أو النحت.

وحول عمله (رعيان الجبال) الذي لاقى صدى عند النقاد والجمهور أشار حرفوش إلى أنه منحوتة تمثل شريحة من أشخاص منسيين تم ذكرهم في الكتب الدينية والأساطير القديمة حيث ينظر إلى الجبال كمورد رزق لشعوب بكاملها فاختزل رعاة الجبال من خلال وجوههم والطيور والحيوانات بأسلوب واقعي تعبيري.

ولحرفوش عمل آخر لاقى تفاعلاً هو رقصة الحب الذي استقاه من موضوع تاريخي بألوان معاصرة فنشاهد في الرسم رجلاً وامرأة يرقصان بحب وانسجام ويعزف لهما موسيقي وفي الأسفل منحوتات لأسد اللات ورأس شمرا والحصان العربي والآلهة إيل.

تركيز حرفوش على التاريخ وطرحه بإخراج معاصر يعود إلى رؤيته أن التاريخ هو ذاكرة الشعوب ومن الجميل تطوير الفن المعاصر من خلال الانطلاق من الماضي الغني بالمفردات التشكيلية والبصرية واستعادة أخلاقيات وقيم نبيلة اندثرت معتبراً في الوقت ذاته أن الأسطورة تمنح الفنان التشكيلي بعدا وأفقاً بصرياً تشكيلياً لما تحويه من مخيلة وشطحات للأحلام وخاصة في بلادنا التي تمتلك كنوزاً حضارية وأثرية وفكرية.

وحول تركيزه في بعض الأحيان على الوجه يبين أن وجه المرء مرآة لداخله ومشاعره وأحاسيسه كما أنه اختزال للجسد لكن مع ذلك هو لا يمانع أن يكون في العمل طرح للجسد بكامله على حساب تهميش الوجه.

ومن التجارب الفنية التي قدمها حرفوش عبر مسيرته يتوقف عند تجربة الزجاجيات التي اشتغل عليها بمهرجان الشباب للنحت ونال عليها شهادة تقدير حيث يرى فيها طرافة وجمالاً وحداثة بالنسبة للتشكيل والنحت السوري لما تحويه من تجديد تقني وفكري تشكيلي معاصر لافتاً إلى متابعته الدراسة الأكاديمية بعد ذلك بباريس للتعمق بالفكرة نفسها ونيله عنها شهادة (الماستر).

وعن مشاريعه الجديدة لفت حرفوش إلى أنه يقيم حالياً معرضاً على مواقع التواصل الاجتماعي يضم مزيجاً من لوحات الرسم والنحت المشترك بحضور الموسيقى التي يعزفها على العود حيث وجد في هذا النوع من المعارض خياراً نظراً للظروف الناجمة عن جائحة كورونا.

والفنان حسان حرفوش خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق تابع دراسته الفنية العليا في باريس وعمل مدرساً بمعهد الفنون التطبيقية وأنجز العديد من المعارض في سورية وعدد من الدول الأوروبية والأميركية كما شارك بمهرجانات وملتقيات دولية ونال جوائز للنحت بمهرجاني روني والقصر الكبير في فرنسا.

بلال أحمد

انظر ايضاً

معرض (هتان) تجسيد للفن التجريدي بثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا استوحى الفنانان التشكيليان علي نفنوف وعدنان أيوب عنوان معرضهما “هتان” من المطر الخفيف،